ماذا يمكن أن يحصل إذا قضيت فترة طويلة في العالم الافتراضي؟

ماذا يمكن أن يحصل إذا قضيت فترة طويلة في العالم الافتراضي؟

 


منذ فترة قصيرة جداً أعلن مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة فيسبوك عن تقنية جديدة تدعى بالميتافيرس (meta verse)، حيث أن هذه التقنية سوف تنتشر في المستقبل بشكل كبير وتنتقل حياتنا من الواقع إلى الافتراض، وسوف تشهد رواجاً كبيراً، ويمكن القول أن هناك الكثير من الوقت الذي سوف نقضيه في هذا العالم مستقبلاً، وخير دليل على ذلك هو ما نشاهده من تحديات وفيديوهات للكثير من المشاهير والشباب أثناء قضاء الوقت وعيش تجربة الميتافيرس، وبما أنها حدث عالمي فيجب للعلم أن يتدخل ويجري الأبحاث والتجارب على مدى تأثير هذه التقنية، وماهي المخاطر والإيجابيات التي تكمن وراءها، وفي هذا المقال سوف نذكر مضمون تجارب البقاء في العالم الافتراضي لفترة طويلة وما هي الأثار المترتبة على هذه التجربة المتميزة.

• الحياة في العالم الافتراضي

إن الحياة في العالم الافتراضي تعتبر تجربة مستقبلية ومتطورة جداً، فيها تؤمن لك العيش ضمن عالمين مختلفين تماماً، العالم الأول هو عالمنا الحقيقي والعالم الأخر هو الافتراضي، وبالمقارنة بينهما نجد تعريفاً شاملاً للعالم الافتراضي، فهو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يتمثلون بشخصيات افتراضية ثلاثية الأبعاد ويعيشون ضمن محاكي يؤمن لهم التواصل بينهم وبين الوسط الذي سوف يتنقلون إليه ويتفاعلون به، حيث أن هذا الوسط على مستوى ممتاز من التطور الذي يمكنه من مشابهة العالم الواقعي لدرجة كبيرة، وهذا ما جعل الإقبال عليه كبير جداً، ولكن يبقى هناك فصل بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي مهما كان وجه الشبه بينهما، وسبب انفصاله عن الحياة الواقعية هو فرضية عدم تأثر الأشخاص بأي حدث يمكن أن يحصل ضمن العالم الافتراضي.

• القبول الكبير إلى هذا العالم

إن المخاوف الكبيرة التي تعتري الخبراء والباحثين في التكنولوجيا المستقبلية، تكمن وراء المثالية المفرطة للعالم الافتراضي، فهو مكان شبيه بالواقع لدرجة كبيرة ولكن لا يظهر على الأشخاص إلا ما يريدون هم أن يظهروا لك، وهذه النقطة غاية في الأهمية، لأنها تظهر الناس بشكل كامل ومتألق وخالي من أي سلبيات أو مشاكل، ومع استمرار هذا الظهور الذي يوحي بالقوة والاتزان، سوف يشعر اللاعب بالأهمية لذا سوف يزداد وقته في العالم الافتراضي بشكل كبير وعلى نحو غير أمن، ولا يقتصر الأمر على مثالية الأشخاص فقط، بل على مثالية البيئة والوسط المحيط ضمن هذا العالم، فيختار الشخص مكانه المفضل دون أي عناء أو جهد يذكر، فتجده على الشاطئ في هذه اللحظة وفي اللحظة التي تليها يكون على قمة جبل شاهق في العلو، وهذا مايدفع الجميع إلى الإقبال بكل طاقة إلى العالم الافتراضي وعيش جميع تجاربه.

• سلبيات العالم الافتراضي حسب توقع الباحثين

في الوقت الحالي لم تثبت تقنية العالم الافتراضي وخاصة الميتافيرس وجود ملموس أو انتشار واسع لأنها لم تعلن بعد، ولكن هناك الكثير من التوقعات حول هذه التقنية بعد أن تلقى انتشاراً واسعاً وتواجد حقيقي في الواقع، وترتكز هذه التوقعات على مخاوف العلماء من درجة واقعية العالم الافتراضي وتأثيره على العقلية البشرية، وهذا لأن البشر تعيش على التواصل الطبيعية، والنشاط البدني، والنوم الكافي، والدعم من الأهل والمجتمع، ويرى العلماء أنه سيكون للميتافيرس تأثيراً واضحاً على المبادئ الأساسية في حياة الإنسان، حتى أن المثالية التي يظهر بها جميع الأشخاص المشاركين سوف تؤثر على نظرة الشخص لنفسه ولإنجازاته مما ينعكس سلباً على صحته النفسية، وهناك أيضاً الانفتاح الكبير وعدم التقيد بأي قوانين واقعية، والذي يمكن أن يشكل تحدياً، وهذا الأمر يتوقف على عاتق الشركات المطورة لهذا التقنية، حيث أنه يجب أن تضع ضوابط قوية وأخلاقية لتجنب أي خلل يمكن أن يلحق بالحياة  الاجتماعية الحقيقية.

• ما هو أثر قضاء وقت طويل في العالم الافتراضي

إن اليوم الواحد في العالم الافتراضي الحديث يعادل ال 30 دقيقة من العالم الواقعي تقريباً، وهذا ما يجعل جملة "قضيت يوماً في العالم الافتراضي" بسيطة جداً، وحتى إن قضى أسبوع أو حتى شهر، لن تكون الفترة طويلة إلى حد غير معقول، ولكن الأرقام الكبيرة هذه سوف تشجع على قضاء وقت أطول، لأنها تضفي شعوراً من الإنجاز والتفوق، حيث أن الكثيرين في الوقت الحالي، يعيشون تجربة قضاء شهر في العالم الافتراضي، ويشاركون تجاربهم مع المتابعين على مواقع التواصل.

عند الدخول للمرة الأولى إلى العالم الافتراضي، قد يشعر اللاعب بالقليل من الدوار، وأحياناً قد يشعر بالضيق، ولكن لن يطول الأمر حتى يعتاد على الأمر وطريقة الحركة، ويصبح أكثر تكيفاً مع هذا العالم الافتراضي، مما يمكنه من قضاء وقت أطول من ذي قبل، ومع مرور الوقت سوف يصبح كل شيء أقرب للحقيقة وأكثر جمالاً ومتعة، ولكن هناك بعض المشاكل التي عانى منها بعض اللاعبين بسبب ارتداء نظارة ال VR لوقت طويل، مثل عدم الاتزان والغثيان، وألم الرقبة والظهر، وفي بعض الأحيان لا يستطيع التمييز بين العالمين لبرهة من الزمن.

إلى الأن لم تنتشر تقنية الميتافيرس المتعلقة بالواقع الافتراضي بشكل كبير، لذلك إن الدراسات والأبحاث ليست كافية على الإطلاق، وقد تكون الإيجابيات المتعلقة بها أكثر بكثير من السلبيات لأن هدف كل التقنيات الحديثة والمتطورة هو جعل حياة الإنسان أسهل وأكثر رفاهية، ولكن لكل شيء ثمن يجب أن ندفعه، لذلك إن الاستخدام المتزن والواعي سوف يجنبنا جميع الأضرار التي تتعلق بالعالم الافتراضي، ويضفي شيئاً من الفائدة والتسلية والمتعة على حياتنا.

أرشيف المدونة

إتصل بنا

إرسال