سبب دمار العلاقات ... كيف تحافظ على علاقاتك الاجتماعية والعاطفية؟

سبب دمار العلاقات ... كيف تحافظ على علاقاتك الاجتماعية والعاطفية؟

 

نعيش نحن البشر على تفاعلنا مع الوسط المحيط بنا، ويتركز هذا التفاعل بشكل خاص مع الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة، مثل علاقة عمل علاقة زوجية وعلاقة الصداقة، وعلى أساس هذه العلاقات يمكن أن تتحدد نفسيتنا ومشاعرنا وحتى تصرفاتنا، فنسعى جاهدين لضبط هذه العلاقات والحفاظ عليها لأنها تنعكس علينا بشكل أو بآخر، ولكن ماهي الأمور التي قد تفسد هذه العلاقات وتدفعنا لمحاولة إصلاحها والخوف من تخريبها؟ وهل هناك طريقة للحفاظ عليها! إليك المقال التالي:


التعامل مع العلاقات الإنسانية

إن البشر كائنات اجتماعية جداً، فلا نستطيع العيش بدون أشخاص محيطين بنا، حتى عندما نقرر الاعتزال أو عندما نصاب بالوحدة، يجب أن يكون هناك شخص نخبره بذلك، وتؤمن لنا العلاقات الإنسانية وجود أشخاص مستمرين أو شبه دائمين في حياتنا، لذلك يجب علينا فهم طبيعة هذه العلاقات من خلال بعض المبادئ.

المبدأ الأول: لا تلقي باللوم على أحد

في عام 1931 كانت الشرطة تطارد مجرم متسلل يدعى"فرانسيس كراولي" وبعد وابل من التبادل الناري بين كراولي ورجال الشرطة، حاصرت الشرطة منزل كراولي، واثناء هذا الوقت، كتب هذا المجرم رسالة يقول فيها: (في قلبي يقبع قلب منهك، ولكنه عطوف، قلب لايؤذي أحداً) ومن الجدير بالذكر أن هذا المجرم كان قد قتل شرطياً قبل ساعة واحدة فقط لأنه طلب منه رخصة القيادة فقط، وفي رسالة أخرى كتبها لويس لاوس مأمور سجن "سنج سنج" الشهير، كتب فيها : إن عدد قليل جداً من نزلاء هذا السجن، من يرون أنفسهم أنهم سيئين.
إن الشاهد في هذه القصص، أن الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم حقيقية، لم يستطيعوا لوم أنفسهم، فماذا عن الأشخاص العاديين!

بمجرد أن تشير بإصبع الاتهام على أي شخص، وبغض النظر عن الأفعال التي فعلها، سوف يلقي باللوم على غيره، فمن الممكن أن يلقيها على أشخاص أخرين، أو على الظروف التي جعلته هكذا، ولهذا السبب، إذا أردت أن يقر أي شخص بالخطأ الذي اقترفه أو أقبل عليه، حاول ألا تتهمه أو تلقي باللوم عليه مهما كلف الأمر.

إن الانتقاد والاتهام والتشكيك، من الأسباب التي تدمر العلاقات، وذلك لأنها ليست فقط عديمة النفع ولا توصل إلى حل على الإطلاق، بل تجرح كبرياء هذا الشخص وتضعه في حالة دفاع عن النفس، فيبدأ بالبحث عن أي سبب يبرر به أفعاله هذه، ولا يقف الأمر هنا بل يمكن أن يصبح عنيداً ويُصر على أفعاله ويكررها أيضاً، فالنقد ليش شيئاً مستحباً ولا فائدة منه إذا كان بدافع الاتهام واللوم، والكلمة التي لافائدة منها من الأفضل أن لا تُنطق، فإذا وضعت نفسك مكان الشخص الذي تلومه وتحليت بصفاته، سوف تعلم تماماً لماذا بدر منه هذا التصرف، ولن تلومه أبداً.

• المبدأ الثاني: اجعلهم يشعرون بالاهتمام

يبحث جميع البشر عن الاهتمام والشعور بالعظمة، وهذا الشيئ غريزي بكل تأكيد، فالغريزة هي الفعل الضروري واللاإرادي الذي يجب عليك فعله،  مثل تناول الطعام والتحدث للآخرين وممارسة الجنس، ولكن غريزة العظمة تكون بحالة نقص إشباع بشكل دائم، فتجد الكثير من الأشخاص الأغنياء يشترون أشياء ليسوا بحاجتها، مثل القصور الكبيرة التي لا يستخدمون منها إلا غرفتين أو ثلاثة، كذلك الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يبحثون عن المناصب ويحاولون أن يصبحوا مدراء ليصبحوا مهمين.

إن رحلة البحث عن الاهتمام هي رحلة صعبة جداً ويجب علينا فهمها لنستطيع التعامل مع العلاقات البشرية بشكل جيد، فهناك العديد من الأمثلة الغريبة عن بحث الأشخاص عن الاهتمام، مثل "هتلر" وكل شيء ارتكبه فقط ليصبح مهماً وذو شأن، ومثل تلك الفتاة التي تدعي المرض فقط لتنال بعض الاهتمام والرعاية الزائدة وهذا المثال شائع جداً، حتى أن الشخصيات المشهورة الأن على مواقع التواصل قد تفعل أمور غريبة جداً فقط لتنال الشهرة.

ولهذا السبب يجب أن تواجه النقد والبحث عن الأخطاء بالتحفيز والاهتمام، فأن تجعل شخصاً يشعر أنه مهم هو أمر غاية في الروعة، ويجب أن تكون كلماتك وأفعالك خالصة وخارجة من القلب، ليشعر الشخص الأخر بأنه مهم حقاً وتشبع هذه الغريزة لديه، وهذا لأن تقدير الأشخاص هو من أعظم الأشياء التي تجعلك تتحكم بالأخرين، وتجرهم إلى صفك.

• المبدأ الثالث: تقبل الاختلاف

لكي تستطيع بناء علاقات قوية وطويلة يجب أن تدرك تماماً أن البنية النفسية تختلف من شخص إلى أخر، فتجد أنواعاً كثيرة جداً من البشر، حيث أنه يتوجب عليك معرفة هذا النوع ووضع نفسك مكانه، وتفهم موقفه بشكل تقريبي، لأنك سوف تفسر كل أفعاله وبالمقابل سوف تستطيع التعامل معها وتفهمها، وهذا ما سوف يغنيك عن العديد من المواقف التي قد يُساء الفهم فيها.

أن يكون شريكك أو صديقك هو نسخة طبق الأصل عنك، هذا سوف يجعل العلاقة مملة جداً، وخاصة في العلاقات الطويلة، لذلك يجب أن يتقبل كل جانب من هذه العلاقة اختلاف الجانب الأخر، حيث أن لكل شخص تصورات سابقة عن الشخص الأخر، لهذا يجب أن نتعامل مع هذه التصورات ونوضحها ونتقبلها، وهذا التفاهم لن يتم إلى بالتنازل، أي أن يتنازل كل شخص قليلاً للشخص الأخر، وهكذا سوف تستمر بكل تفاهم.

• المبدأ الرابع: فعّل دور العواطف في العلاقات

مهما كانت العلاقة جيدة وقوية، غنية ومكتفية، ومليئة بالتفاهم، ملتزمة وكاملة بنظر الجميع، إلا أنها قد تفتقر للعواطف، مثلما ذكرنا سابقاً إن الإنسان يحب أن يشعر بأنه مهم، وتفعيل دور العواطف هو من أنسب الطرق لتحقيق هذا التقدير والشعور بالاهتمام، وتمثل العاطفة غذاء لا ينضب للعلاقة، فتعمل على تأجيجها مراراً وتكراراً وتقوي الانسجام والألفة.

وتتمثل هذه العواطف باللطف والإيثار والحب وأهمها التعاطف، فالتعاطف يشعر الشريك أو الشخص الأخر بمدى احترامك لمشاعره وتقديرها، وأنك تعيش معه كل موقف وتمنحه الطاقة ليكمل هذا الطريق، ويعود التعاطف بالمنفعة على كلا الشريكين لأنه يزيد من التفاهم وقوة العلاقة.

من المؤكد أن هناك علاقات لا يمكن أن تنجح بسبب الكثير من العوامل، ولكن بما يتعلق بالعلاقات الطبيعية، فيمكن أن تصبح أفضل عن طريق هذه المبادئ بالإضافة إلى الاستماع الجيد للأخرين، والثقة وتقوية مهارة التواصل وإيصال الفكرة بطريقة مفهومة، وممارسة النشاطات والهوايات، والتحدث بشكل أكبر عن الذات لكي تعطي الشخص الذي يقابلك معلومات ووصف كامل عنك ليقيك من أي سوء فهم مستقبلي.

أرشيف المدونة

إتصل بنا

إرسال