ماذا لو امتلأ الفضاء بالهواء؟

ماذا لو امتلأ الفضاء بالهواء؟



ألا ترغبوا في القيام برحلة أبعد من الغيوم مرة واحدة على الاقل في حياتكم، ركوب صاروخ او إقامة في محطة الفضاء الدولية (ISS) ربما ترى كيف تبدو الارض من ارتفاع كبير و لو لمرة واحدة اخرج الى الفضاء الخارجي و اخلع خوذة الفضاء الخاصه بك وخذ نفسا عميقا انتظر لانه في فراغ الفضاء من المستحيل التنفس.


دعونا نتخيل أن الهواء سيظهر يوما ما في الفضاء هل سيكون من الممكن بعد ذلك السفر الى هناك بدون بدلة واقية او على العكس من ذلك هل ستحدث كارثة؟
لنبدأ بالأبسط و الأكثر ضرورة :


الاستنشاق بالفضاء دون ارتداء بدلة الفضاء تحتاج الى استبدال فراغ الفضاء بمزيد من الغازات تدعى الهواء تماما كما هو الحال في غلافنا الجوي يجب ان يحتوي على 78% نيتروجين 21% اوكسجين و النسبة المتبقية 1% تتكون من الآرغون و النيون و الهيليوم و الميتان و ثاني اكسيد الكربون و الهيدروجين وعدد قليل من الغازات الاخرى، و هو بالضبط مثل هذا المزيج الذي يجب ان يملأ مساحة الفضاء حتى نتمكن من التنفس بحرية كما هو الحال في الغلاف الجوي للأرض ويجب ان تكون متوفرة بكثرة.

يبدو انه بمجرد ظهور الهواء في الفضاء ما الذي تريده اكثر يمكنك الاسترخاء ووالتنفس بقدر ما تريد بينما في نفس الوقت ربما تستمع الى حفلة موسيقية رائعة.

في الفضاء الخارجي هناك انفجارات مستمرة في المستعرات الأعظمية ووتصادم الغازات ووسحب الغبار و الرياح الشمسية و الغلاف الايوني للكواكب ستكون ايضا قادرا على سماع كل هذا جيدا حيث سيتم نشر الموجات الصوتية عن طريق اهتزاز جزيئات الهواء فلا تحتاج حتى الى مساعدة آلات حساسة و قوية و كل تلك الأجهزة التي تساعدنا في الاستماع الى اصوات الفضاء الآن و مع ذلك هناك مشكلة واحدة فقط فيجب ان تكون قريبا من مصدر الصوت مما قد يكون خطيرا جدا في نفس الوقت.

الحقيقة هي ان الاهتزازات الصوتية تميل الى التلاشي بسبب المقاومة البيئية و بالتالي حتى الضوضاء من الجانب الاخر من المدينة لا يمكن سماعها على الارض لذلك من غير المحتمل ان تسمع السيمفونية المذهلة للكواكب و النجوم و السدم.

بعد كل شيء ستبقى هناك قدرة فريدة على التنفس بحرية في الفضاء الخارجي تخيل كيف تستنشق الهواء بسعادة مرارا و تكرارا و لكن فجأة تبدأ مثل هذه الكوارث من حولك بحيث لا ترغب بالاستمرار بالاستمتاع بإجازتك و ستكون متحمسا للعودة الى الارض في اقرب وقت ممكن، و يا ترى هل ستتمكن من فعل ذلك؟

حرفيا في غضون ساعات كل الحياة على كوكبنا بعد ظهور الهواء في الفضاء ستتدمر بسبب الاحتكاك، فعندما تدخل مركبة فضائية الغلاف الجوي فانها تواجه احتكاكا قويا و للسبب نفسه فان النيازك الصغيرة لا تصل أبدا الى سطح الارض فهي ببساطة تحترق في الغلاف الجوي ولكن هذه ستكون فقط بداية نهاية العالم سوف يجذب كوكبنا المزيد و المزيد من الهواء من الفضاء و بالتالي فان الضغط الجوي على الارض ينمو بسرعة و في وقت قصير سوف يسحق كل الكائنات الحية تدريجيا و بسبب قوى الاحتكاك سيبدأ دوران الارض و القمر بالتباطؤ و ستتغير مداراتهما و من المحتمل جدا ان يسقط القمر على كوكبنا ثم تسقط الارض على الشمس صحيح انه لن يصبح اي منا شاهد عيان على هذه الاحداث وفقا لبعض التقديرات لا يمكن ان تحدث مثل هذه الكوارث الا بعد عشرات او مئات الالاف من السنين بعد امتلاء الفضاء بالاكسجين.

- ماذا سيحدث للذين لم يسحقهم الضغط الجوي؟

في غضون ذلك كله من لم يسحقهم الضغط الجوي سوف تلتهمهم نار سوف يحدث هذا على النحو التالي بمجرد امتلاء الفضاء الخارجي للهواء لن يتمكن ضوء الشمس من الوصول للارض على الاقل في النطاق المرئي بصريا سياتي الليل الابدي و مع ذلك لن يبقى الناس في ظلام دامس لفترة طويلة قريبا سيكون هناك الكثير من الضوء لان كل شيء من حولنا سوف يتألق بلهب ساطع فمع زيادة الضغط الجوي سترتفع درجة الحراره و في غضون 24 ساعه سيتم تغطية سطح كوكبنا بالكامل بالحرائق، و ستحرق النيران الارض و يتحول الكوكب الازرق الى الابد الى جسم سماوي متفحم بلا حياة و قد تصبح الكواكب الاخرى في النظام الشمسي ايضا غير قابلة للتميز على سبيل المثال يكون لدى عمالقة الغاز مثل كوكب المشتري و زحل و أورانوس كل الفرص لتتحول الى نجوم كاملة.
المواد اللازمه لزياده كتلتها على الاقل بالنسبه لكوكب المشتري وزحل ستكون وافرة جدا و جميع الكواكب الأرضية لعشرات الالاف من السنين من المرجح ان تسقط في الشمس.

- ما التغييرات التي سيطرأ على المجرة :

من المحتمل ايضا ان تحدث تغييرات كبيرة في المجرة اولا سوف ترتبط بكتله الهواء التي ستظهر بدل من فراغ الفضاء و سيبدأ الهواء في الفضاء بين النجوم بالانهيار اي الانضغاط تحت كتلته نتيجة لذلك من المحتمل ان تضاء انواع جديدة من النجوم غير المعروفة لنا هذه النجوم الموجودة لفترة قصيرة وفقا للمعايير الفلكية ستضيء في كل مكان في المجرات و الفراغات بين المجرات من المستحيل التنبؤ مسبقا بدقة ما ستكون عليه هذه النجوم الجديدة لانها ستتضمن بشكل اساسي النيتروجين و الاكسجين و بالمناسبة اكتشف علماء الفلك البرازيليون مؤخرا احد اغرب النجوم على مسافة 1200 سنة ضوئية من الارض هذا القزم الابيض المسمى Dox له غلاف جوي به 99.9% أكسجين يمكن ان يتفرد Dox في الحقيقه ان جميع الاقزام البيضاء تقريبا لديها غلاف جوي به عناصر ضوئية مثل الهيدروجين و الهيليوم بقايا الوقود النووي الحراري من دورة الحياة السابقة للنجم، و بسبب وزنها هي تقع في الطبقة الخارجية اين ذهبت من Dox غير معروف، و سوف تزداد كتلة الكون باكمله بشكل كبير من وزن الغازات بمجرد ملئه بالهواء بسبب هذا قد يتوقف الكون عن التوسع و نتيجة لذلك يعود الى حالة فائقة السخونة و الكثافة كما حدث اثناء الانفجار العظيم او حتى تتقلص الى نقطة واحدة صغيرة للغاية عالية الكثافة تسمى التفرد اي ان هذا المزيج من الغازات وهو الاكثر قيمه وحيويه للبشر قادر نظريا على تحويل الكون باكمله الى لا شيء بصراحة لا اريد تدمير العالم حتى في ذهني.

- ما السناريو الآخر المحتمل ؟

لكن لحسن الحظ هناك احتمال لسيناريو اخر، لن يحدث شيء عندما يظهر الهواء في الفضاء الخارجي هذا يؤكد بشكل غير مباشر الاكتشاف الجديد لعلماء الفلك الصينيين الذين وجدوا ان الاكسجين الجزيئي في مجرة ماركريان الواقعة في كوكبة أورثا ميجر على مسافة 231,560 مليون سنة ضوئية يحدث تكوين نجم نشط في هذه المجرة في احدى مناطقها وحدها يتشكل اكثر من 100 نجم كتلة شمسية سنويا في مجرتنا درب التبانة الهادئة و الساكنة متوسط معدل تكون النجم هو 1~2 نجم كتله شمسية سنويا، و تجدر الاشارة الى ان الاكسجين الجزيئي قد تم اكتشافه في سديم الجبار لكن في مجره ماركريان يوجد حوالي 100 مره اكثر من سديم الجبار و مع ذلك لا يوجد شيء يحترق في مجرة ماركريان و لا يشكل الغاز عدد كبير من النجوم و الثقوب السوداء، و من غير المرجح ان ينجح التنفس بدون ارتداء بدلة الفضاء في هذا الجزء من الكون ربما يحتوي على اقل من 20 بالمئة من الاكسجين و لا يوجد نيتروجين و لا غازات اخرى كما هو الحال في الغلاف الجوي للارض لكن من يدري ربما يكتشف علماء الفلك بمرور الوقت مجرة بمزيج مثالي من هذه الغازات بحيث يسمح لك بالتنفس بحرية وفي نفس الوقت لا يدمر الترتيب المعتاد للمساحة.

بعد مئات السنين وربما حتى قبل ذلك سيتمكن احفادنا من السفر بحرية في الفضاء بين النجوم دون ارتداء بدلة الفضاء.

أرشيف المدونة

إتصل بنا

إرسال