تاريخ الفراعنة... كيف كانت حضارتهم؟ و من الذي جعلهم يختفون؟
أصل كلمة فرعون هو البيت الكبير و هذه الكلمة لم تكن معتمدة كاسم رسمي للملك إذ كان هذا الاسم يستند إلى كتاب التوراة في جميع الوثائق الرسمية و قد كان للملك المصري لقب يتألف من خمسة أسماء إضافة إلى أن فرعون كان يعتبر وسيطا بين الآلهة و البشر و بعد موته يصبح ضمن الآلهة و يتم نقل جميع صلاحياته إلى الفرعون الجديد و على اعتبار أن الفرعون هو الحاكم الإلهي فإن لديه صلاحيات في امتلاك أجزاء كبيرة من مصر كما أنه مسؤول عن رفاهية شعبه الروحية و الاقتصادية لذا عليه أن يحافظ على الأمر الذي أعطاه إياه الإله.
- تاريخ الفراعنة و من هم و من ملوكهم؟
يعد تاريخ مصر أقدم تاريخ تم تدوينه في العالم و هذا التاريخ يقسم إلى عصرين رئيسيين : أولهما عصر ما قبل التاريخ الذي كانت فيه بداية الاستقرار المصري الأول في منطقة وادي النيل حوالي 6000 قبل الميلاد تقريبا وفي ذلك الوقت عرف الإنسان المصري الزراعة و قام باستئناس الحيوانات و أسس مجتمعات صغيرة و متعاونة فيما بينها فكان ذلك أساس تكون الحضارة و تطورها بالإضافة إلى تكون الدولتين هما دولة الدلتا و دولة الصعيد و قد اتحدت الدولتان عام 3100 قبل الميلاد تحت قيادة الفرعون و تم ذلك بفضل موحد القطرين "مينا"، أما العصر الثاني فهو العصر التاريخي الذي ظهرت فيه الكتابة و هذا العصر ينقسم إلى 30 أسرة ملكية و دول ثلاث، إذ كانت مصر في هذا العصر تتميز بحكومتها المركزية القوية كما أن هذا العصر اشتهر أيضا في فترتي ضعف و اضمحلال و فيما يأتي توضيح لأقسام العصر التاريخي الخاص بالفراعنة :
- العصر العتيق :
في هذا العصر أقرت الوحدة السياسية و قد تم تأسيس الحضارة المصرية فيه حيث قامت على أسس و قواعد متينة و يشتمل هذا العصر على الأسرتين الأولى و الثانية.
- الدولة القديمة :
يعتبر هذا العصر عصر الأمن الداخلي للدولة و هو عصر بناء الأهرامات و فيه وصلت الحضارة المصرية إلى أوجها في مجالات مختلفة كالطب و الهندسة و الفلك و يتضمن هذا العصر الأسر من الثالثة و حتى السادسة و قد جاء بعد هذا العصر عصر اضمحلال عمت فيه الفوضى و الاضطرابات البلاد و شمل الأسر من السابعة إلى العاشرة إلا أن الأدب قد ازدهر في هذا العصر و من ثم استطاع أمراء طيبة توحيد البلاد و النهوض بها من جديد.
- الدولة الوسطى :
اهتم ملوك مصر في هذه الفترة بالسياسة الخارجية و استطاعوا السيطرة على النوبة السفلى و أسسوا فيها مشاريع ضخمة في الري و تشمل هذه الفترة الأسر من ال 11 و حتى ال 14 و قد جاء عصر اضمحلال و ضعف ثانٍ للدولة المصرية امتد من الأسر ال 15 و حتى ال 17 حيث احتل فيها الهكسوس مصر إلى أن استطاع أمراء طيبة تحريرها مرة أخرى، و يعتبر هؤلاء الأمراء هم من أسسوا الدولة الحديثة.
- الدولة الحديثة :
في هذا العصر استطاعت مصر توسيع مملكتها و فرض سيطرتها على كل من شمال سوريا و بلاد ما بين النهرين و حتى منطقة الشلال الرابع في السودان و قد كانت طيبة عاصمة هذه الدولة و تشمل هذه الفترة الأسر من ال 18 و حتى ال 20 كما تميزت هذه الفترة ببناء المعابد و المقابر الرائعه إلا أن عصر الازدهار هذا قد تبعه عصر اضمحلال امتد من الأسر ال 21 و حتى ال 25 حيث حكم مصر ملوك من أصول ليبية و نوبية بالإضافة إلى غزو الآشوريين للبلاد و على الرغم من ذلك استطاع المصريون تحرير بلادهم بقيادة بسماتيك الأول الذي أعاد مصر الى أوجها و أسس الأسرة ال 26 و فيما بعد غزا الفرس مصر في فترة حكم الأسر من ال 27 و حتى ال 30 و قد كانت نهاية الفراعنة بعد أن غزا الإسكندر الأكبر مصر و طرد الفرس منها عام 332 قبل الميلاد.
- المعالم الحضارية الفرعونية :
تعتبر مصر متحفا مفتوحا لما تحتوي عليه من آثار تاريخية في العديد من المناطق و هذه الآثار جعلت من مصر مكانا رئيسيا لتوافد السياح إليها من مختلف أنحاء العالم و في ما يأتي سنذكر أهم المعالم الأثرية الفرعونية في مصر :
• أهرامات الجيزة :
هذه الأهرامات الثلاثة (خوفو و خفرع و منقرع) هي من عجائب الدنيا السبع القديمة و هي أيضا تعتبر إنجازاً معمارياً يدل على عظمة مصر و الفراعنة و عند هذه الأهرامات يوجد تمثال أبي الهول.
• سقارة :
من أهم المعالم الأثرية التي تركتها الفراعنة هي سقارة التي تحتوي على مجموعة من الأهرامات الخاصة بملوك الأسر الثالثة و الخامسة و السادسة و أشهر هذه الأهرامات هو هرم زوسر المدرج و الذي يعتبر أول هرم بناه الفراعنة .
• مدينة أون :
إحدى أهم المناطق التاريخية للفراعنة و التي تعرف أيضا باسم هليوبولس أو عين الشمس و تعتبر مدينة أون من العواصم القديمة إلا أنه لم يبقى منها سوى مسلة الملك سنوسرت الأول و المسلة : هي عمود أثري من الحجر طويل و مربع الشكل و رأسه محدد.