ماذا لو بدلت اليابسة و المحيطات أماكنها على كوكب الارض ؟

ماذا لو بدلت اليابسة و المحيطات أماكنها على كوكب الارض ؟

 



ماذا لو بدلت اليابسة و المحيطات أماكنها على كوكب الارض ؟


ليس سرا أن الأرض يوجد عليها مياه أكثر بكثير من اليابسة حوالي 71% من كوكبنا مغطى بالمياه و حوالي 29% منه فقط يابسة.

من الفضاء يظهر كوكبنا باللون الازرق مع جزء صغير من الأخضر والأصفر والأبيض، لكن دعونا نتخيل للحظة أن كل شيء قد غير و الآن حيث كانت القارات ذات يوم يوجد الماء و كل المحيطات قد تبخرت وكشفت عن سطح صلب.

هل تعتقد ان البشرية ستكون سعيدة و سيتم حل مشكلة الازدحام السكاني؟


بالنسبة لأولئك الذين يتجمدون دائما هناك أخبار جيدة على الارض الجديدة و التي تغطي معظمها اليابسة سترتفع درجة حرارة الهواء بشكل كبير، في الواقع إن اختفاء المحيطات التي كانت تشغل سابقا مساحة تقارب 361 مليون كيلومتر مربع التي اعتادت على امتصاص اكثر من 90% من الحرارة الزائدة من الغلاف الجوي وكانت بمثابة الحاجز الرئيسي أمام التغيرات المناخية المفاجئة على كوكبنا، و ستنخفض أيضا قدرة المحيط على امتصاص الحرارة من 20% الى 37% ومن الآن فصاعدا ستحرق الشمس الأرض بلا رحمة وتحرمها تدريجيا من الغطاء النباتي و تحولها الى صحراء واحدة ضخمة، و سوف يستمر المناخ المعتدل الى حد ما في المناطق الساحلية فقط وفي مناطق اخرى يمكن للناس ان ينسوا الى الأبد الملابس الدافئة و التزلج و اللعب بكرات الثلج، و يمكن لقطبي الارض ايضا ان يودعا قبعاتهم الثلجية و سيبقى مفهوم الانهار الجليدية فقط في كتب التاريخ المدرسية و ذكريات شهود العيان، و سوف يذوب الغطاء الجليدي باكمله لكوكبنا و ستغرق كل منطقة مجاورة و سيتغير تكوين الهواء حتما؛ و لن تتمكن هذه الكمية الصغيرة من الطحالب في المحيطات الجديدة من التحكم في تركيز ثاني اكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي و إنتاج كمية كافية من الاكسجين (O2) كما فعلت من قبل، و بالتالي سيكون هناك في الهواء المزيد من ثاني اكسيد الكربون و أكسجين اقل و تأثير السياج الأخضر حول الارض سيزداد و تصبح الارض أكثر دفئا.

اتضح أنه عندما ينخفض مستوى الأكسجين في الهواء من 10% الى 14% فإن صحتنا النفسية معرضة للخطر؛ تبدأ التغيرات التي لا رجعة فيها في الجسم عندما يتم تخفيضه الى 6% يكون الموت وشيكا لكن ربما لن يكون الامر بهذا السوء؛ ستكون البشرية قادره على التكيف عن طريق امتصاص ثاني اكسيد الكربون بتركيبات خاصة و لن تكون المغامرة في الهواء الطلق ممكنة إلا بخزان أكسجين، و لكن لا يمكن وصف هذه الظروف بأنها مريحة للحياة، و لكن ماذا سيحدث لحيواناتنا؟

إنها لصدمة كبيرة؛ لسوء الحظ ستختفي الحيوانات العشبية تماما تقريبا و لكن من الواضح أنه سيكون هناك المزيد من الحيوانات آكلة اللحوم، و ستكون الحيوانات ذوات الدم البارد قادرة على التكيف لانها تعرف كيفية تغيير درجة حرارة أجسامها اعتمادا على درجة الحرارة المحيطة، و لكن الطيور و الثدييات إما إنها ستموت او تتطور.

لكن بالطبع لن تختفي أسماك المحيطات لكن الأسماك التجارية قد تصبح أصغر بسبب التغيرات في درجة الحرارة و زيادة حموضة الماء و سيترك عددا كبيرا من سكان العالم بدون مصدر رزق حيث لن يتمكن سوا قلة مختارة فقط ممن يعيشون في المناطق الساحلية من الانخراط في صيد الاسماك و الزراعة.

ستزدهر بعض المناطق بينما ستضطر مناطق اخرى للبقاء على قيد الحياة و تكافح مع آثار تغير المناخ و الجوع و العطش و الفقر و على الارجح لن يستمر هذا طويلا، و في حاله اليأس سيقاتل الناس من أجل اراضٍ اكثر ملائمة للحياة، و على الرغم من أننا سنجد المزيد من الأراضي المتاحة فمن الواضح أن هذا الوضع غير مناسب للحياة الطبيعية لأنه قد تضطر البشرية الى التحول تماما الى استهلاك مياه البحر المحلاة او البحث عن مصادر جديدة على سبيل المثال المياه المخبأة تحت الارض او تحت المحيطات، و سيتغير المشهد الطبيعي لكوكبنا ايضا بشكل لا يمكن التعرف عليه، هل يمكن ان تتخيل عدد الجبال البحرية و البراكين المخبأة تحت سطح المحيط ؟ نحن نخشى حتى ان نتخيل ذلك؛ لان البشر دردسوا فقط من 2% الى 5% من اعماق محيطاتنا.

في الحادي عشر من نوفمبر عام 2018 وقع حدث زلزالي كبير في منطقة ارخبيل في المحيط الهندي و كانت هذه مفاجاة لكن لم يلاحظها احد تقريبا باستثناء المستشعرات الخاصة، حدث الانفجار العميق تحت الماء، الان ماذا سيحدث اذا جرى هذا على الارض ؟

يوجد اكثر من مليون بركان تحت الماء على الارض و على الرغم ان العلماء يعتقدون ان معظمهم قد اختفى منذ فتره طويلة فإن هذا مجرد تخمين، تنفث البراكين تحت الماء ما بين 12 الى 15 مرة من الحمم البركانية ذلك اكثر من جميع الانفجارات البركانية على الارض و ستغطي الارض الملتهبة الجبال المرتفعة في هذا العالم الجديد ستظهر اطول سلسله جبال على الارض نحن نتحدث عن (Mid-Ocean-Ridge) و التي لن يكون لها اي علاقة بالمحيطات ستمتد لمسافة اكثر من 60.000 كيلو متر حول العالم وجبل ايفرست حتى لو كان مرئيا من منسوب المياه الذي غمر اوراسيا (قارتي اوروبا و آسيا) سيفقد مكانته كأعلى قمة في العالم، بعد كل شيء كان أعلى ارتفاع فقط فوق مستوى سطح البحر و سينتقل هذا اللقب الى جزيرة ماونا كيا (Mauna Kea) في هاواي (Hawai) و معظمها الان تحت الماء، فإذا قمنا بحساب ارتفاع هذا الجبل ليس من مستوى سطح البحر ولكن من قاع المحيط فسيكون بارتفاع 10.233 أمتار هذا يزيد بمقدار 1355 متر عن جبل ايفرست، و لكن أيضا ستكون هناك فرصة فريدة للقيام برحلة الى حيث كان خندق ماريانا (Mariana Trench) موجودا، فقط تخيل كم سيكون رائعا رؤية صدع كان في يوم من الايام أعمق جزء من الماء على الارض، سيكشف غياب الماء عن العديد من الالغاز حيث كانت المحيطات مخبأة بعناية في وقت من الاوقات، الآلاف من السفن الحربية من العصور المختلفة كانت غارقة تحت الماء في السابق ستصبح الآن معروضات متحف في الهواء الطلق و الأهم من ذلك ستكشف الانسانية أخيرا مكان وجود مدينة اتلانتس المفقودة، و سيتعين على الناس إعادة بناء تاج محل (Taj Mahal) في مكان آخر و إقامة ماتشو بيتشو (Machu Piechu) و بناء سور الصين العظيم (Great Wall Of China) مع كتل جديدة و تشكيل برج ايفل (Eiffel Tower) آخر لسوء الحظ لا تتوقع الانضمام لرحلة الى مناطق الجذب الجديدة تحت الماء نظرا لعمق المحيط سيكون من الصعب الوصول حتى الى أطول مبنى على وجه الارض اليوم برج خليفة (Burj Khalifa) في الامارات العربية المتحدة (United Arab Emirates).

لكن السفر سيصبح بالتأكيد أسهل وأرخص وستكون وسائل النقل البري هي الاكثر شيوعاً، و سيحاط العالم بشبكة من السكك الحديدية و الطرق السريعة و بالنظر الى الزيادة الحادة في مساحة الأرض يمكنك نسيان الاختناقات المرورية، ستصبح المدن أوسع و على الرغم من أن الهواء سيكون حاراً فإنه سيكون بالتأكيد خالياً من التلوث الصناعي.


-السؤال الكبير هنا هل سيبقى الناس كما كان من قبل؟


بعد أن يحدث هذا كل شيء من حولنا سوف يتغير بشكل لا يمكن التعرف عليه.

تتكون اجسامنا من 60% من الماء و لكن في هذه البيئة الجديدة سيكون من الصعب للغاية الحفاظ على توازن الماء فمن الواضح أن تشريح الجسم سيبدأ في التكيف للبقاء على قيد الحياة في عالم تكون فيه كمية المياه العذبة ضئيلة للغاية و من الصعب أن تتخيل شكل جسم الانسان الجديد لكن من الممكن ظاهريا أن يكون شيئا غير مألوف تماما و خاليا من اي جماليات.

حتى الان هناك قبائل نادرة تعيش في الصحاري في غضون ذلك نحن نعيش لحسن الحظ في عالم مألوف حيث لا تزال المحيطات تغمر شواطئنا و تحافظ على مناخنا معتدلا وحياتنا مريحة و سعيدة وسيكون من الرائع لو قدرنا ذلك.

أرشيف المدونة

إتصل بنا

إرسال