تاريخ بريطانيا العظمى و كيف احتلت العالم؟ و من هو الذي تسبب في سقوطها؟

تاريخ بريطانيا العظمى و كيف احتلت العالم؟ و من هو الذي تسبب في سقوطها؟


كيف اكتسحت المملكة المتحدة العظمى العالم بأكمله؟ وكيف استطاعت تحقيق غايتها بأن تكون أعظم إمبراطورية على وجه كوكب الارض؟

- سنتعرف في هذا المقال عن تاريخ بريطانيا العظمى من البداية إلى سر السقوط :


- الموقع الجغرافي لبريطانيا  :


لنبدا بفك هذه الشيفرة من خلال معرفه الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تمتلكه هذه المملكة فهي مجموعه من الجزر التي تطل على المحيط الأطلنطي (الاطلسي) و بحر الشمال.


- مرحلة وصول الإمبراطورية البريطانية إلى القمة :


بدأت صعودها الى القمة بقيادة الملكة إليزابيث الاولى التي حكمتها عام 1603 فقد كانت أول من وضع أسس الدفاع لبلادها عبر الأسطول البحري لتتمكن من هزيمة إسبانيا قاطعة عنها طرق التجارة و مغلقة قبضتها على مضيق جبل طارق الذي يعد من أهم المضائق التجارية ويعد السبيل الاول للحركة بين البحر المتوسط والمحيط الاطلسي.


- تغيير الإمبراطورية البريطانية نفوذها و استقلال أمريكا :


في عام 1607 غيرت بريطانيا اتجاه نفوذها الى أمريكا لتقيم نقطة علام لها (جيمس تاون) مشجعة الهجرة إليها و عززت نفوذها في عدة مدن مما أدى الى توتر كبير في العلاقات بين أمريكا و بريطانيا لتتمرد أمريكا أخيرا بعد عشرات الأعوام من السلطة و فرض الضرائب و تنتهي إلى الاستقلال عام 1776.


- إدراك الإمبراطورية البريطانية أنها تستطيع تحقيق النفوذ الأكبر من خلال سيطرتها على التجارة :


عندها عززت العلاقات التجارية بينها وبين أمريكا بالإضافة إلى استعمار الهند تجاريا فعادت إلى شركة الهند الشرقية التي قامت بتأسيسها الملكة إليزابيث الأولى أثناء فترة حكمها لتفرض نفوذها بها و تشق طريقها نحو بقية العالم بعد تحقيقها لثروات لا تعد و لا تحصى من تجاره التوابل و الأقمشة و خاصة الحرير.


- النفوذ البريطاني في الهند :


بعد هزيمه آخر سلطان للمغول "محمد بهادر شاه" بسطت نفوذها في الهند عام 1857 وعندها تعينت الملكة فيكتوريا كإمبراطورة للهند بعد ان أطاحت بألد أعدائها الفرنسي المعروف على مر التاريخ بهزيمته الكبرى "نابليون بونابرت" ليخط التاريخ كلمات التمجيد للأسطول البريطاني الذي اجتاح أوروبا الشرقية و آسيا محققا ما لم تتمكن أية إمبراطورية أخرى من الوصول إلى جزء بسيط منه، فما السر وراء ذلك؟


- سبب نفوذ بريطانيا الكبير :


• بعد أن تمكنت بريطانيا من تثبيت نفوذها التجاري في الدول التي احتلتها، بدأت بترسيخ وجودها قضائيا و سياسيا و عادت لتحقيق نفوذها التجاري بتكتيك مميز فقامت بشراء مت يقارب نصف أسهم قناة السويس المعروفة بموقعها الاستراتيجي القوي عام 1875 لتحتل بعدها مصر و تبدأ بالزحف نحو باقي دول إفريقيا و آسيا.

• أما صناعياً فبعد الثورة التي اندلعت في خمسينيات القرن التاسع فُتِحَت بوابة جديدة لبريطانيا لتسيطر على العالم فكان نفوذها الاقتصادي و الصناعي من أهم الأسباب للحرب العالمية الأولى عام 1914 حيث انطلقت متوسعة بكل قوة و جرأة حاكمةً ما يقارب ربع العالم في ذلك الحين و مجندةً الملايين منهم في جيشها و تحت إمرتها.

• لكن في عام 1939 قامت الحرب العالمية الثانية التي كانت الضربة الأولى ضد بريطانيا العظمى كان ذلك بسبب ظهور الاتحاد السوفيتي و القوة الأمريكية التي بزغت بشكل مفاجئ، فبالرغم من انتصار بريطانيا حربياً باتت ضعيفة اقتصاديا بديون كثيرة لتستسلم أمام الثورات التي قامت ضدها في آسيا و إفريقيا و الدول العربية.


- هزيمة هتلر على يد تشرشل :


بدأ الأمر بإعلان بريطانيا حربها على ألمانيا عام 1939 و كما اشتهرت بريطانيا بقوة أسطولها البحري كانت بحاجة إلى قائد مغوار يأخذ بيدها نحو النفوذ و لم يكن هناك قائد أقدر على حمل راية المملكة غير "وينستون تشرشل" الذي عُرِف بسلسلة إنجازاته الحربية على مدى عشرات السنوات ليتم تعيينه وزيراً للبحرية و في عام 1940 تم تعيينه رئيسا للوزراء رئيس الوزراء، فكيف خطط لقتل ملايين الألمان و هزم هتلر؟

بينما كانت ألمانيا تزحف لبسط نفوذها لباقي أوروبا تخوف رئيس الوزراء البريطاني من أن تكمل طريقها نحو بريطانيا لذلك بدأ بالبحث عن طرق لتدمير الاقتصاد الألماني و قتل أكبر عدد ممكن من شعبها لقلب لوحة النتيجة في الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء ضد ألمانيا، فقام بوضع خطط استغرق تنفيذها ما يقارب ثلاثة أعوام.


- خطة تشرشل لهزيمة ألمانيا :


طلب تشرشل من رئيس وحدة الأبحاث البيولوجية في مركز الأبحاث السرية للجيش البريطاني الدكتور "بول فيلدس" إعداد طريقة بيولوجية لإيقاف النفوذ العسكري الألماني في أوروبا و باقي الكوكب، فكانت الخطة الشيطانية المبتكرة التي سميت بعملية "Vegetarian" أقتضت هذه الخطة بتلويث تغذية الماشية بالجمرة الخبيثة المعروفة ب "Anthrax" و إلقائها بالمراعي الألمانية بواسطة الأسلحة الجوية البريطانية فتكون النتيجة هي موت الماشية الألمانية مما يؤذي الهرم الغذائي للشعب الألماني مسبباً المجاعة حتى الموت أو في حالة أخرى سيتناول الألمان اللحم الملوث فينتقل المرض إلى أجسادهم ويتفشى الوباء بين البشر و يكون ذلك أكثر خسارة و أشد سرعة و كنتيجة لذلك سيسقط ملايين الألمان لتتراجع صفوفها من جبهات الحرب العالمية الثانية محتويةً شعبها المتساقط بسبب المرض بين ليلة و ضحاها.


- مرحلة بناء سلاح الجمرة الخبيثة :


• بدأ البريطانيون ببناء هذا السلاح الجديد في شتاء عام 1942 و حتى ربيع عام 1943 فقاموا بنقل عدد من الخِراف إلى جزيرة معزولة اسمها جزيرة غلينيادر ثم نشروا كعك الماشية الملوث بالجمرة الخبيثة لتتهافت الماشية نحوه، و خلال بضعة أيام قتلت جميع الخِراف و انتشرت البكتيريا على وجه الجزيرة مما أدى إلى إغلاقها لفترة طويلة بعد ذلك، و بعد مده قليلة انتشرت هذه البكتيريا في إحدى المناطق الإسكوتلندية القريبة من هذه الجزيرة لتسبب مئات الخسائر البشرية و الحيوانية، و بعد التحقيق اكتشف المحققون البريطانيون جثة خروف مصاب انتقلت عبر البحر لتستقر على إحدى الأراضي الأسكوتلنية مما أدى إلى تفشي الوباء فيها و عندها قامت السلطات البريطانية بتطبيق حظر كامل على المنطقة و اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على المرض.

• في ربيع عام 1944 كان كعك الماشية الكافي لإبادة الأراضي الألمانية جاهزاً برقم خمسة ملايين قطعة والجميع كان في تلك اللحظة منتظراً إشارة واحدة من تشرشل لإصابة الهدف و لكنه امتلك فكراً مختلفاً نحو اقتصاد أوروبا لذلك تراجع في اللحظة الأخيرة بعد علمه بضعف القوات الألمانية بسبب ضربات الحلفاء عليها لينتهي الأمر بالتخلص من هذا السلاح الفتاك حرقاً لحمايه المستقبل الاقتصادي لأوروبا.


- مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (مرحلة ضعف بريطانيا) :


بعد نهاية الحرب العالمية الثانية خرجت بريطانيا و أوروبا منهكتين من آثارها لتظهر قوة أمريكا و الاتحاد السوفيتي، فاستقلت الدول التي كانت خاضعة للحكم البريطاني و انتهت الإمبراطورية البريطانية بشكل كامل عام 1997 و على الرغم من ذلك احتفظت بريطانيا بسيادتها على 14 إقليماً معتبرة إياهم الإرث الاستعماري لها تحت مسمى أقاليم ما وراء البحار وأشهرهم إقليم جبل طارق.

أرشيف المدونة

إتصل بنا

إرسال