متى يجب عليك الحصول على استشارة نفسية؟
عندما يتعرض البعض منا لحادثة أو مشكلة معينة يميل لإهمال صحته النفسية، وينسى كمية الضغوطات والأفكار السلبية التي تضج في رأسه، ويتجاهل حجم القلق والتوتر الذي يتراكم بداخله مع الوقت، وفي أغلب الأحيان يقول في نفسه أن الصعوبات سوف تنتهي بيوم أو يومين، وهذا ما يحدث فعلاً، ولكن ماذا لو طالت المدة أكثر من يومين؟ هل يجب طلب الاستشارة النفسية! إليك المقال التالي:
• متى تعلم أن الجانب النفسي من صحتك أصبح بخطر؟
هناك بعض الأعراض الإنذارية التي تتطلب استشارة نفسية في حال استمرت لأسابيع عديدة، وفي ما يلي أهم هذه الأعراض:• سرعة الانفعال وكثرة التذمر
في حال كنت شخصاً هادئاً بطبعك، ولاحظت بالآونة الأخيرة أنك سريع الغضب وتفتعل مشكلة من أبسط الأسباب، ولا تحتمل أي كلمة موجهة لك، وقد تنفجر غضباً أمام الآخرين عندما يتحدثون معك أو يوجهون أي جملة بسيطة وحتى إن كانوا عائلتك.• صعوبة التواجد بين الناس
إن العرض الأول للاكتئاب هو تحول المريض من شخص اجتماعي ومرح إلى شخص انعزالي ومبتعد عن الناس والعلاقات الاجتماعية، ويفضل الانطواء على النفس وتجنب عن الجميع حتى أقرب الناس له.• قلة النوم
إن قلة النوم هي واحدة من أهم أعراض الأمراض النفسية، ولا يجب إهمال هذا العَرَض مطلقاً، والسبب هو كثرة الآثار السلبية المترافقة مع قلة النوم، والمشاكل التي يمكن أن تحدث في حياتك اليومية والحياة الدراسية أيضاً.• اضطرابات في الشهية(زيادة أو نقصان)
من المهم جداً الانتباه على الشهية أثناء التوتر والقلق لأن أي تبدل في الشهية هو عرض من أغراض المشاكل النفسية، وحسب الدراسات الجديدة فإن التوتر والقلق لمدة قصيرة يسبب نقصان في الشهية، أما في حال استمر القلق لمدة طويلة فهو يسبب ازدياد في الشهية.• عدم القدرة على الاسترخاء
من المعروف أن القلق يقضي على راحة البال، ويعمل على خلق عاصفة من الأفكار السلبية تدخل إلى الرأس وتمنعه من الهدوء للحظة واحدة، غير أن القلق يقضي على بقية الأفكار الجيدة ويجعل المريض بحالة تشوش تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، ويصبح أداءه منخفضاً بالعمل، وهذا ما سوف يزيد الحالة سوءاً.ولا تقف المشاكل النفسية عند هذا الحد بل في الحالات المتقدمة تترافق المشكلة التفسية مع ألم في العضلات وتعب ومشاكل هضمية وصداع، لهذا السبب يجب أن لا نهمل أي عرض من الأعراض التي ذكرناها وأن نتحلى بالشجاعة الكافية لزيارة الطبيب النفسي وأخذ الاستشارة.
• الحالات التي يفضل أن تزور الطبيب النفسي وحتى إن لم تظهر الأعراض
هناك مواقف يومية قد نتعرض لها في أي وقت، وقد يكون لهذه المواقف تبعات مستقبلية أو آثار مستقرة في أنفسنا ونحن لا نلاحظ وجودها، لذلك يفضل زيارة الطبيب أو المعالج النفسي المختص لتقيم الحالة وتقديم المساعدة، وفيما يلي أشيع الحالات التي تستوجب طلب المساعدة:• مشاكل الأسرة والعمل
إن العلاقات الأسرية وعلاقات العمل تكاد تكون من أهم الأمور في حياتنا، وعلى الرغم من ذلك قد تواجهنا بعض المشاكل التي تستنفذ الكثير من طاقتنا وتعرضنا للاجهاد، فالعلاقة مهما كانت قوية أو ضعيفة سوف تمر بمرحلة صعود وهبوط، لذلك يمكن استشارة المعالج أو الطبيب للتخفيف من العبء والضغط ولتجنب مشاكل مستقبلية.• فقدان شخص عزيز
على الرغم من معرفتنا بأن الموت هو نهاية الجميع إلا أننا لا يمكن أن نتقبل خسارة شخص مقرب، فبعضنا يعاني في البداية ولكن قد يتجاوز الأمر مع الوقت ويستعيد طاقته ويقبل على الحياة من جديد، أما النوع الأخر فقد يحاول جاهداً نسيان ماحدث ولكن رغم كل محاولاته إلا أنه يقف عند نقطة معينة لا يستطيع تجاوزها، لذلك فإن زيارة المختص النفسي سوف تعالج المشكلة لأنه سوف يجد الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة ونسيانها.• العادات السيئة
عندما يتعرض أحدنا لمشكلة معينة فإنه يلجأ إلى طريقة تخلصه من حزنه وتعبه الناجم عن المشكلة، مثل المشي أو سماع الأغاني أو القراءة، ولكن هناك طرق أخرى غير صحية قد يلجأ لها البعض، مثل التدخين وشرب الخمر، وهنا يجب زيارة الطبيب، ليس فقط للتخلص من مشكلة التدخين والمشروبات الكحولية، بل أيضاً للتخفيف من التعب الناجم عن المشكلات التي تسببت بهذا التصرف. ومن الجدير بالذكر أن المرض النفسي هو مرض يحتاج إلى تشخيص وعلاج، أي أن حاله كحال بقية الأمراض والمريض النفسي ليس مجنوناً بل إنه مريض فقط، لذلك يجب أن ندرك أهمية الحالة النفسية وأن نتصرف في حال ظهور أي عرض منذر بوجود مشكلة نفسية.